“الدب الروسي وحرب السودان
إبتسام الشيخ

“الدب الروسي وحرب السودان… اضعاف موقف المليشيا وتوازناتها
تقرير: إبتسام الشيخ
رغم ما أثاره بيان الرباعية الشهير من ردود افعال واسعة داخليا شعبيا ورسميا ، من استنكار وشجب كبيرين ، إلا ان بعض الدول ايدت موقف السودان الرافض لانتهاك سيادته ، بتغييبه عن التشاور بما يحاك ضده من مبادرات ، ظاهرُها ايقاف الحرب وباطنُها السيطرة عليه ، وعلى مقدراته وموارده الكبيرة .فكانت روسيا ” الدب الروسي” احد تلك الدول القلائل التي وقفت مع السودان عن مبدأ ومعرفة حقيقية ولصيقة ، لما يحاك ضده من مؤامرات استعمارية ، بوجه جديد ،
️إفادات مهمة
قدم السفير الروسي بالخرطوم قبل أيام قليلة افادات غاية في الاهمية ، عكست الوجه الاستعماري القبيح للغرب ، وما يمثله من دول ، تُعتبر الرباعية ادوات فاعلة له ، كما كشف في الوقت نفسه عن مواقف روسيا الداعمة للسودان ضد المؤامرات الاستعمارية التي تعيش بعضها روسيا في
ما يُعرف بعمليتها العسكرية في اوكرانيا ، حيث ادار عبرها الغرب المواجهة مع روسيا من خلال عملاء تمت تهيأتهم لادارة الحكم في اوكرانيا وإستخدامهم مخالب قط ، كما يريد الغرب للعملاء في السودان الذين مكنهم من السلطة باسم الثورة ان يمارسوا ذات الدور لإعادة البلاد الي بيت الطاعة عبر الطرق الناعمة لوجه الاستعمار الجديد وشعاراته البراقة لتغيير وصياغة المجتمع السوداني بعيدا عن ارثه وتقاليده الموروثة .
مرحلة فارقة
يرى المحلل السياسي الأستاذ عبد العظيم أحمد أن الموقف الروسي الحالي تجاه السودان موقف طبيعي منذ أن تخلت روسيا عن دعمها للمليشيا ومصالحها ، ويشير الأستاذ عبد العظيم إلى أن زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بقدانوف في الأول من مايو ٢٠٢٤ إلى العاصمة الإدارية بورتسودان كانت مرحلة فارقة وحاسمة في بناء العلاقات السودانية الروسية ، إذ كان بقدانوف قد أعلن من خلال تلك الزيارة عددا من المسائل المهمة ،
أولها أن روسيا تدعم القيادة السودان الحالية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وحكومته.وثانيها أنها تدعم وحدة السودان ، ثم أنها مع تأكيد سيادة السودان وعدم التدخل الخارجي ،
️دعم مفتوح
ويواصل عبد العظيم في تفنيد شواهد الموقف الروسي الداعم للسودان ، ويقول إن بقدانوف وقتها كان قد صرح بأن روسيا تدعم السودان دعما مفتوحا ، وأضاف نحن مستعدون لتوسعة مجال التعاون بيننا والسودان في أوجه كثيرة ومتعددة ، وكان قد التقي خلال الزيارة رئيس مجلس السيادة ونائبه وأعضاء مجلس السيادة ، ومايؤكده الأستاذ عبدالعظيم أحمد أن حديث السفير الروسي في الخرطوم منذ أيام قلائل ليس بعيدا عن حديث نائب وزير الخارجية الروسي وبحسب قوله فإن كليهما يمثلان الموقف الروسي الرسمي تجاه السودان .
تحذير مهم
ويرى عبد العظيم نقاط مهمة في معرض حديث السفير الروسي في الخرطوم ، تتمثل في تأكيد روسيا إعترافها بحكومة السودان والاشارة الى ان هنالك قوة اقليمية ودولية تدعم التمرد في البلاد ،
وزراعه السياسي ، والتحذير من أن اعلانهم لحكومة في دافور لا يخلو من خطورة ،
شواهد وأدلة
ويقول إن روسيا ظلت توكد وقوفها إلى جانب السودان وهنالك شواهد سبقت ، فقد أجهضت روسيا ثلاث محاولات لمشروعات قرارات ضد السودان ،
الأولى كانت في مارس ٢٠٢٤ والتانية يونيو ٢٠٢٤ والتالتة في ١٨ نوفمبر ٢٠٢٤ ، وهي المحاولة الأهم ، إذ إن المشروع قدمته بريطانيا وهي احد دول الرباعية المتهمة بإشعال الحرب في السودان والداعمة للمليشيا والإمارات بطريقة أو أخرى ، وكان مشروع القرار يتضمن إدخال المساعدات بدون قيد أو شرط ، و دخول الأطراف في تفاوض مباشر لتسوية شاملة ، ويشير المحلل السياسي عبد العظيم أحمد إلى أن اخطر نص ورد في مشروع القرار كان النص القاضي بإرسال قوات دولية لمراقبة وقف إطلاق النار والفصل بين الجيش السوداني والدعم السريع ، وهذه الجزئية هي التي دفعت روسيا برفض مشروع القرار بإعتباره تدخل سافر في شؤون السودان ووحدته وسلامته واستقلاله وسيادته ،
إذ كانت روسيا ترى أن تمرير مثل هذا الموضوع دون أخذ وجهة نظر حكومة السودان ، سلب لارداة السودان و قراره ،
حليف قوي
مايراه الأستاذ عبد العظيم رحمة الله أن روسيا الآن أعلنت بشكل رسمي جاهزيتها لدعم وتطوير انشطتها مع السودان ، وعلى الحكومة السودانية أن تكثف من نشاطها العسكري لحسم التمرد وفي ذات الوقت تمضي في علاقة استراتيجية مع روسيا ، ويرى أن السودان يحتاج إلى دولة حليفة قوية تمتلك إمكانات ضخمة ، ليخرج من الأزمة الكالحة التي افرزتها الحرب ، كما يحتاج للحماية والانطلاق بقوة دون تدخلات اقليمية أو دولية .
أضعاف المليشيا
إذا فإن روسيا ظلت تؤكد دعمها للمؤسسة الرسمية بالبلاد وتنفي كلما يشاع حول تعاونها مع المليشيا المتمردة عبر فاغنر التي تمردت بدورها على الدولة الروسية ، الأمر الذي يقود الي إضعاف موقف المليشيا وتوازناتها في ميدان الحرب الدائرة بالبلاد .
بصيرتي برس.. بصيرة الوطن.